للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النووي في شرح مسلم: " وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع، ومن يغتاب الناس، أو يكثر فجوره وبطالته، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة " (١) اهـ.

والتمثيل واقعي فالجليس الصالح إما أن يفيدك بفوائد علمية، أو يدلك على خير، وإما أن يحذرك من الشرور، أو على الأقل يكون قدوة حسنة في قوله وفعله. أما الجليس السوء فهو إما أن يغويك ويوقعك في الردى، وإما أن يكسلك عن الطاعات، وإما أن يكون قدوة سيئة في أفعاله وكلماته.

وقد روى أبو سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي (٢)» قال في تحفة الأحوذي: " المراد منه النهي عن مصاحبة الكفار والمنافقين؛ لأن مصاحبتهم مضرة في الدين. " ولا يأكل طعامك إلا تقي " أي: متورع يصرف قوة الطعام إلى عبادة الله " (٣) اهـ.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل (٤)» والخليل هو الصديق المصاحب، يعني أن الغالب على الإنسان الاقتداء بأصدقائه وجلسائه، فهو يقتدي


(١) انظر شرح النووي على مسلم ١٦/ ١٧٨.
(٢) رواه أبو داود في الأدب برقم ٤٨٣٢، والترمذي برقم ٢٣٩٧ وإسناده حسن. ورواه أحمد ٣/ ٣٨، والحاكم ٤/ ١٢٨ وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) انظر تحفة الأحوذي على الترمذي ٦/ ٧٦ للمباركفوري.
(٤) رواه أبو داود برقم ٤٨٣٣، والترمذي برقم ٢٣٧٩، والحاكم ٤/ ١٧١ وإسناده حسن، وصححه الحاكم والذهبي.