للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كبريطانيا وأستراليا وهولندا وكندا والولايات المتحدة، وأن تلك الجمعيات تعمل ما يكون صرفا لأولاد المسلمين عن دين الإسلام، وذلك بكفالة الأطفال الذين فقدوا آباءهم ومن يعولهم، وأنها جعلت لها مراكز في البلدان النامية. . . إلخ.

وأنا أجيب على عنوان المقالة الذي جاء بالاستفهام عن حكم كفالة المسيحي للمسلم، فأقول: لا يجوز شرعا تمكين الكفار من الولاية على المسلمين، فإن ديننا الحنيف قد جاء بالتفريق بين الأقارب لأجل الإسلام، نهى عن موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان من الآباء أو الأبناء أو العشيرة فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ} (١). وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (٢). وقال تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} (٣).

وأمر الله تعالى بالهجرة من بلاد الكفر، ومفارقة الأهل والقبيلة، رغم ما ركب في الفطر من حب الأوطان والتعصب للقبائل؛ فتجب الهجرة والفرار من البلاد التي يعلن فيها الكفر، ويستذل فيها المسلمون، ويلقون الأذى، ويسمعون السخرية والاستهزاء بدينهم وبحرمات الإسلام؛ فيجب عليهم الخروج منها حفاظا على الدين، وحرصا على التمسك بالعقيدة، وإعلان العمل بشعائر الإسلام، وإنما عذر الله من الهجرة المستضعفين بقوله


(١) سورة التوبة الآية ٢٣
(٢) سورة النساء الآية ١٤٤
(٣) سورة آل عمران الآية ٢٨