للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} (١) أي: قرن بين كل شكل وشكله في النعيم والعذاب، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذه الآية: " الصالح مع الصالح في الجنة، والفاجر مع الفاجر في النار " (٢)، وقاله الحسن، وقتادة، والأكثرون (٣)، وقيل: " زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين، وأنفس الكافرين بالشياطين " (٤)، وهو راجع إلى القول الأول، وقال تعالى:

{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} (٥) ثم فسرها " من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين " فجعل الزوجين هما الفردان من نوع واحد، ومنه قولهم. "زوجا خف، وزوجا حمام " ونحوه، ولا ريب أن الله سبحانه قطع المشابهة والمشاكلة بين الكفار والمؤمنين، قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} (٦)، وقال تعالى: في حق مؤمن أهل الكتاب وكافرهم:

{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (٧) الآية، وقطع المقارنة سبحانه بينهما في أحكام الدنيا فلا يتوارثان، ولا يتناكحان، ولا يتولى أحدهما صاحبه، فكما انقطعت الوصلة بينهما في المعنى انقطعت في الاسم، فأضاف فيها المرأة بلفظ الأنوثة


(١) سورة التكوير الآية ٧
(٢) رواه الحاكم في المستدرك (٢/ ٥١٦).
(٣) انظر: الدر المنثور للسيوطي (٨/ ٤٣٠).
(٤) قاله الكلبي. انظر: الدر المنثور للسيوطي (٨/ ٤٣٠).
(٥) سورة الأنعام الآية ١٤٣
(٦) سورة الحشر الآية ٢٠
(٧) سورة آل عمران الآية ١١٣