للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنت خديجة أم المؤمنين زوجها عليا رضي الله عنه، وزوج رقية وأم كلثوم عثمان وهو في المدينة، وأن زينب بنت أم سلمة تزوجت، وأن الزبير بن العوام تزوج بنت أبي بكر، وأن طلحة تزوج ابنته الأخرى، وهما أختا أم المؤمنين، وعبد الرحمن بن عوف تزوج ابنة جحش أخت أم المؤمنين زينب، ولا يرثهن المؤمنون ولا يرثنهم كما يرثون أمهاتهم ويرثنهم، ويشبهن أن يكن أمهات لعظم الحق عليهم مع تحريم نكاحهن " (١).

وقال ابن جرير الطبري: " وحرمة أزواجه حرمة أمهاتهم عليهم في أنهن يحرم عليهم نكاحهن من بعد وفاته، كما يحرم عليهم نكاح أمهاتهم " (٢).

وقال القرطبي: " أي: في وجوب التعظيم والمبرة والإجلال وحرمة النكاح على الرجال، وحجبهن رضي الله عنهن بخلاف الأمهات، وقيل: لما كانت شفقتهن عليهم كشفقة الأمهات أنزلن منزلة الأمهات، ثم هذه الأمومة لا توجب ميراثا كأمومة التبني، وجاز تزويج بناتهن، ولا يجعلن أخوات للناس " (٣).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وقد أجمع المسلمون على تحريم نكاح هؤلاء بعد موته على غيره، وعلى وجوب احترامهن، فهن أمهات المؤمنين في الحرمة والتحريم، ولسن أمهات المؤمنين في المحرمية، فلا يجوز لغير أقاربهن


(١) الأم (٥/ ١٥١).
(٢) جامع البيان (١٤/ ١١٢).
(٣) الجامع لأحكام القرآن (١٣/ ٨٢).