للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يلدن جميع المؤمنين الذين هن أمهاتهم " (١).

وبهذا يتبين وجه الجمع بين قوله: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (٢)

وقوله: {إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ} (٣) ويتبين أيضا معنى الأمومة التي وصف بها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

فالأمومة نوعان:

١ - أمومة دينية:

وهي التي يكون سببها الدين، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين من هذا الوجه؛ لكونهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو للمؤمنين بمنزلة الوالد، ولما قمن به من جهود عظيمة في نقل أحاديثه صلى الله عليه وسلم: أقواله وأعماله وأخلاقه وعباداته، وصار بسببهن نفع للأمة عظيم.

وهذه الأمومة تقتضي وجوب تقديرهن واحترامهن والقيام بحقوقهن فإنهن بمنزلة الأمهات، وتقتضي كذلك تحريمهن على المؤمنين؛ فلا يجوز نكاحهن، كما قال تعالى: {وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} (٤). وهي لا توجب ميراثا كأمومة النسب، ولا تنتشر؛ ولهذا جاز تزويج بناتهن وأخواتهن، وقد مضى أدلة ذلك في كلام أهل العلم المتقدم.

٢ - وأمومة طريقها النسب:

ويسميها. بعض أهل العلم أمومة طينية، وهي التي قال الله


(١) أضواء البيان (٦/ ٥٧٠).
(٢) سورة الأحزاب الآية ٦
(٣) سورة المجادلة الآية ٢
(٤) سورة الأحزاب الآية ٥٣