للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقضية العقيدة هي قضية هذا الدين الأساسية، وهي القاعدة التي يقوم عليها بناء الدين، وترجع إليها التكاليف والفرائض، وتستمد منها الحقوق والواجبات.

القاعدة التي يجب أن تستقر في النفوس، وترسخ في القلوب قبل الدخول في الأوامر والنواهي، وقبل الدخول في التكاليف والفرائض، وقبل الدخول في الشرائع والأحكام حيث يجب ابتداء أن يعترف الإنسان بوحدانية الله وربوبيته، وينقي ضميره من شوائب الشرك، وينقي عقله من شوائب، الخرافة، وينقي المجتمع من تقاليد الجاهلية؛ لأن الشرك في كل صوره هو المحرم الأول؛ لأنه يجر إلى كل محرم، وهو المنكر الأول الذي يجب رفضه ومحاربته، والتوحيد هو المهمة الأولى لرسل الله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (١) {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} (٢) فالقرآن كله حديث عن التوحيد، وبيان حقيقته، والدعوة إليه، وتعليق النجاة والسعادة في الدارين عليه، حديث عن جزاء أهله وكرامتهم عند ربهم كما أنه حديث عن ضده من الشرك بالله، وبيان حاله وأهله، وسوء منقلبهم في الدنيا، وعذاب الهون في الأخرى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} (٣) لأن الله لا يغفر أن


(١) سورة النحل الآية ٣٦
(٢) سورة الزخرف الآية ٤٥
(٣) سورة الحج الآية ٣١