للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحق ولا يكون المرء مؤمنا إيمانا كاملا إلا إذا اعتقد أنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأن أسماءه كلها حسنى وصفاته كلها على، وأنه لا شبيه له، ولا مثل له، ولا كفؤ له، كما قال سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (١) {اللَّهُ الصَّمَدُ} (٢) {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (٣) وقال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (٤) يعني: لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا شريك له، قال تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٥) والمعنى: لا تجعلوا له أشباها ونظراء تدعونهم معه، قال سبحانه وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٦)، فهو يسمع أقوال عباده، ويسمع دعاءهم ويراهم، ومع ذلك لا شبيه له في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في سمعه وبصره، ولا في جميع صفاته، فهو الكامل في كل شيء، وخلقه لهم النقص، أما الكمال فهو له سبحانه وتعالى في كل الأمور.

فعليك بتدبر القرآن حتى تعرف هذا المعنى، تدبر القرآن من أوله إلى آخره، من الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن وأفضل سورة فيه إلى آخر ما في المصحف، قل هو الله أحد والمعوذتين. تدبر القرآن، واقرأه بتدبر وتعقل، ورغبة في العمل والفائدة، لا تقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر، بتفهم وبتعقل، واسأل عما أشكل عليك، اسأل أهل العلم عما أشكل عليك، مع أن أكثره


(١) سورة الإخلاص الآية ١
(٢) سورة الإخلاص الآية ٢
(٣) سورة الإخلاص الآية ٣
(٤) سورة مريم الآية ٦٥
(٥) سورة البقرة الآية ٢٢
(٦) سورة الشورى الآية ١١