للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتدبر معانيه، والإكثار من تلاوته حفظا أو نظرا، مع التدبر والتعقل والعمل. قال الله سبحانه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} (١) فهو لم ينزل لجعله في الدواليب، ولا لمجرد القراءة أو الحفظ، وإنما نزل ليقرأ، ويتدبر، ويعمل به. قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (٢)، وقال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٣)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للناس يوم عرفة في حجة الوداع: «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله (٤)»، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا: «إني تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به " ثم قال: " وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي (٥)»، يعني بهم زوجاته وقراباته من بني هاشم، يذكر الناس بالله في أهل بيته بأن يرفقوا بهم، وأن يحسنوا إليهم، ويكفوا الأذى عنهم، ويوصوهم بالحق، ويعطوهم حقوقهم ما داموا مستقيمين على دينه، متبعين


(١) سورة ص الآية ٢٩
(٢) سورة إبراهيم الآية ١
(٣) سورة الأنعام الآية ١٥٥
(٤) رواه مسلم في (الحج) باب في المتعة بالحج والعمرة حديث رقم (١٢١٧)، والحاكم في المستدرك ١/ ٩٣.
(٥) رواه مسلم في (فضائل الصحابة) باب من فضائل علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- برقم (٢٤٠٨) عن زيد بن أرقم.