كتاب مجلة البحوث الإسلامية

من مشاهد يوم القيامة الجنة - أبواب الجنة ودخول المؤمنين منها - ج: 54 - ص: 145

والعلماء مع أقرانهم، وكل صنف مع صنف، كل زمرة تناسب بعضها بعضا (١).

وهذا مشهد عظيم لوفود عباد الرحمن الصالحين، القادمين إلى دارهم ومنازلهم التي أعدت لهم، بعد أن ألقوا عن أنفسهم نصب الحياة الدنيا، تتلقاهم الملائكة بالاستقبال والتهنئة وفتح الأبواب لهم بعد إذن الرحمن: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (٢) وقال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} (٣).

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقا، ولكنهم يؤتون بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة " (٤).

فيا له من مشهد عظيم لأبواب الجنة التي يفد منه الأتقياء عندما تفتح.

عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى باب الريان لا يدخله إلا الصائمون (٥)»

---

(١) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٩٩.
(٢) سورة الزمر الآية ٧٣
(٣) سورة ص الآية ٥٠
(٤) جامع البيان عن تأويل آي القرآن ١٦/ ١٢٦.
(٥) رواه البخاري (كتاب بدء الخلق) باب ٩ حديث ٣٢٥٧، ورواه مسلم عن عبادة بن الصامت في رواية أخرى (كتاب الإيمان) حديث ٢٨، ورواه النسائي (كتاب الطهارة) باب القول بعد الفراغ من الوضوء ١/ ٩٢ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورواه ابن ماجه (كتاب الجنائز) باب ٥٧ ما جاء في ثواب من أصيب بولده عن أبي هريرة رضي الله عنه.