للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} (١)، قال ابن كثير: " أي: عين سارحة وهذه نكرة في سياق الإثبات، وليس المراد بها عينا واحدة وإنما هذا جنس، يعني فيها عيون جاريات " (٢).

وقال تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} (٣)، قال الشوكاني: " هذا أيضا صفة أخرى لجنتان. أي: في كل واحدة منهما عين جارية. قال الحسن: إحداهما السلسبيل والأخرى التسنيم. وقال عطية إحداهما من ماء غير آسن والأخرى من خمر لذة للشاربين، قيل: كل واحدة منهما مثل الدنيا أضعافا مضاعفة " (٤). وقال تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} (٥) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أي فياضتان، والجري أقوى من النضخ، وقال الضحاك: أي: ممتلئتان ولا تنقطعان " (٦). فهذه العيون الجارية، ذات المياه الصافية، والحلاوة الطارية، مما أعد الله تعالى في الجنة لعباده المتقين، يتنعمون به شربا، أو يتلذذون به رؤية، أو يتمتعون به أكلا، مما تنبت من الثمار المختلفة نوعا وشكلا.


(١) سورة الغاشية الآية ١٢
(٢) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٧٩٤.
(٣) سورة الرحمن الآية ٥٠
(٤) فتح القدير ٥/ ١٤٠.
(٥) سورة الرحمن الآية ٦٦
(٦) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٤٣٥.