للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال وتعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (١) {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} (٢).

قال ابن كثير: " أي: هذا المزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا بلا مزج ويروون بها {يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} (٣) أي: يتصرفون فيها حيث شاءوا وأين شاءوا من قصورهم ومجالسهم ومحالهم. والتفجير هو الإنباع كما قال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} (٤)، وقال تعالى: {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا} (٥) (٦)، وقال تعالى {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} (٧) {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} (٨). قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " أي: يسقون- أي الأبرار أيضا- في هذه الأكواب (كأسا) أي: خمرا {كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} (٩) فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد، وتارة بالزنجبيل وهو حار؛ ليعتدل الأمر. وهؤلاء يمزج لهم من هذا تارة، ومن هذا تارة. وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفا كما قاله قتادة وغيره. {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} (١٠) أي: الزنجبيل عين في الجنة تسمى سلسبيلا. قال عكرمة: اسم عين في الجنة. وقال مجاهد: سميت بذلك لسلاسة سيلها وحدة جريها. قال قتادة: عين سلسلة مستنفذ ماؤها، وحكى ابن جرير عن بعضهم أنها


(١) سورة الإنسان الآية ٥
(٢) سورة الإنسان الآية ٦
(٣) سورة الإنسان الآية ٦
(٤) سورة الإسراء الآية ٩٠
(٥) سورة الكهف الآية ٣٣
(٦) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٧١٢.
(٧) سورة الإنسان الآية ١٧
(٨) سورة الإنسان الآية ١٨
(٩) سورة الإنسان الآية ١٧
(١٠) سورة الإنسان الآية ١٨