للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سميت "بذلك لسلاستها في الخلق، واختار هو أنها تعم ذلك كله وهو كما قال " (١).

وقال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} (٢) {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} (٣) {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} (٤) {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} (٥) {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (٦) {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} (٧) {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} (٨) هذا حال الأبرار في الجنة يجلسون على الأسرة ذات الحجال، ينظرون إلى ما أرادوا، وما قد أباح الله لهم من أجل اكتمال نعيمهم، وجوههم تتلألأ من النور من فرح ما هم فيه من الملك والسلطان والنعيم العظيم. يشربون من خمر الجنة التي لا كدر فيها ولا زوال عقل، لا يفك ختم إنائها إلا هم، ونهاية شرابها المسك.

قال الشوكاني: " قال مجاهد: مختوم: مطين، كأنه ذهب إلى معنى الختم بالطين، ويكون المعنى: أنه ممنوع من أن تمسه يد إلى أن يفك ختمه للأبرار. وقال سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي: ختامه: آخر طعمه، وهو معنى قوله: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} (٩) أي: آخر طعمه ريح المسك، إذا رفع الشارب فاه من آخر شرابه وجد ريحه كريح المسك. وقيل: مختوم أوانيه من الأكواب والأباريق بمسك مكان الطين، وكأنه تمثيل لكمال نفاسته وطيب رائحته. والحاصل أن المختوم والختام إما أن يكون من ختام الشيء وهو آخره، أو من ختم الشيء وهو جعل الخاتم عليه


(١) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٧١٥.
(٢) سورة المطففين الآية ٢٢
(٣) سورة المطففين الآية ٢٣
(٤) سورة المطففين الآية ٢٤
(٥) سورة المطففين الآية ٢٥
(٦) سورة المطففين الآية ٢٦
(٧) سورة المطففين الآية ٢٧
(٨) سورة المطففين الآية ٢٨
(٩) سورة المطففين الآية ٢٦