للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما تختم الأشياء بالطين ونحوه " (١). ومن أجل هذا فليتسابق العباد في عمل الطاعات والتكاثر من ذلك للظفر بهذا النعيم وهذا الشراب الذي ذكر الله تعالى عنه {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} (٢) {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} (٣)

قال البغوي: شراب ينصب عليهم من علو في غرفهم ومنازلهم، وقيل: يجري في الهواء متسنما فينصب في أواني أهل الجنة على قدر ملئها، فإذا امتلأت أمسك. وهذا معنى قول قتادة. وأصل كلمة السنام من العلو، يقال للشيء المرتفع: سنام، ومنه سنام البعير. قال الضحاك: هو شراب اسمه تسنيم وهو أشرف الشراب. قال ابن مسعود وابن عباس: هو خالص للمقربين يشربونها صرفا، ويمزج لسائر أهل الجنة. وهو قوله: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} (٤) (٥) عينا يشرب بها المقربون أي: منها، وقيل: يشرب بها المقربون صرفا (٦). قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق؛ فلذلك كانت خالصة للمقربين الذين هم أعلى الخلق منزلة، وممزوجة لأصحاب اليمين، أي: مخلوطة بالرحيق وغيره من الأشربة اللذيذة " (٧). والعيون في الجنة كثيرة جدا وإن لم يرد مسماها، بل قد بين سبحانه وتعالى شيئا منها وصفته وميزته، ليشمر العباد عن ساق الجد والمثابرة في ميدان العمل في الحياة الدنيا؛ للظفر بذلك النعيم المهيأ لعباد الله العاملين.


(١) فتح القدير ٥/ ٤٠٢.
(٢) سورة المطففين الآية ٢٧
(٣) سورة المطففين الآية ٢٨
(٤) سورة المطففين الآية ٢٧
(٥) تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل ٤/ ٤٦١.
(٦) تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل ٤/ ٤٦٢.
(٧) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ٧/ ٥٩٢.