للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة. واقرءوا إن شئتم (٢)».

في الحديثين بيان لعظم أشجار الجنة، واتصالها ببعضها، وامتداد ظلها، بما يحصل به سعادة أهل الجنة، وتمتعهم بما تركن إليه النفوس، وتطمئن به القلوب.

وعن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه: - في حديث الإسراء- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ورفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها كأنه قلال هجر وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران. فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات (٣)».

وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «وذكر له سدرة المنتهى، قال: يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة أو يستظل بظلها مائة راكب- شك يحيى - فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال (٦)»

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «طوبى شجرة في الجنة، مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج


(١) رواه البخاري (كتاب بدء الخلق) باب ٨ حديث٣٢٥٢
(٢) سورة الواقعة الآية ٣٠ (١) {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}
(٣) سبق تخريجه وبيان غريبه (مشهد أنهار الجنة).
(٤) رواه الترمذي (كتاب الجنة) باب ٩ حديث ٢٥٤١، وقال حديث حسن غريب.
(٥) الفنن: الغصن المستقيم من الشجرة. قال تعالى: (ذواتا أفنان) المعجم الوسيط ٢/ ٧٠٣. (٤)
(٦) يحيى: هو ابن عباد بن عبد الله بن الزبير أحد رواة هذا الحديث. (٥)