للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أكمامها (١)».

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «أن رجلا قال: يا رسول الله، أرأيت ثياب أهل الجنة، أتنسج نسجا أم تشقق من ثمر الجنة؟ قال: فكأن القوم تعجبوا من مسألة الأعرابي، فقال: " ما تعجبون من جاهل يسأل عالما؟ " قال: فسكت هنية ثم قال: "أين السائل عن ثياب الجنة؟ " قال: أنا. قال: " لا بل تشقق من ثمر الجنة (٢)».

هذه أشجار الجنة، كبيرة الحجم، ذات ظل ظليل، وفواكه شهية، ورؤية ممتعة، وقرة عين لا تنقطع، تزيد المؤمنين حسنا وبهاء، ولذة وسرورا، لا يصل إليهم هم ولا غم، ولا يجدون نكدا ولا حزنا، بل فيها ما تلذ به الأعين وتشتهيه الأنفس، وهم في ذلك خالدون.

قال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} (٣) {حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا} (٤).

قال ابن عباس والضحاك: منتزها. وقال مجاهد وقتادة: فازوا فنجوا من النار. قال ابن كثير: " والأظهر هاهنا قول ابن عباس؛ لأنه قال بعده: (حدائق)، والحدائق البساتين من


(١) انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني ٤/ ٦٣٩ حديث ١٩٨٥. وقد حسن هذا الحديث.
(٢) رواه أحمد في المسند. انظر تحقيق أحمد محمد شاكر، ١١/ ١١٤ حديث ٦٨٩٠، وقال إسناده صحيح، وفي موضع آخر ١٢/ ٤٥ حديث ٧٠٩٥.
(٣) سورة النبأ الآية ٣١
(٤) سورة النبأ الآية ٣٢