للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: غلمان مخلدون لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون ولا ينتقلون من حالة إلى حالة، وقيل: مخلدون: مقرطون، والخلد: القرط، وهو الحلقة تعلق في الأذن. واختلفوا في هؤلاء الولدان، فقيل: هم أولاد المؤمنين الذين ماتوا أطفالا، وفيه ضعف؛ لأن الله أخبر أنه يلحقهم بآبائهم، ولأن من المؤمنين من لا ولد له، فلو خدمه ولد غيره كان منقصة بأبي الخادم. وقيل: هم صغار الكفار الذين ماتوا قبل التكليف، وهذا القول أقرب من الأول، لأنه قد اختلف في أولاد المشركين على ثلاثة مذاهب، فقال الأكثرون: هم في النار تبعا لآبائهم، وتوقف فيهم طائفة، والمذهب الثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون: أنهم من أهل الجنة. . . وقيل: هم أطفال ماتوا، لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها، ولا سيئات فيعاقبوا عليها، ومن قال بهذه الأقوال يعلل بأن الجنة ليس فيها ولادة. والقول الصحيح الذي لا معدل عنه إن شاء الله أنهم ولدان خلقوا في الجنة لخدمة أهل الجنة كالحور، وإن لم يولدوا ولم يحصلوا عن ولادة، أطلق عليهم اسم الولدان؛ لأن العرب تسمي الغلام وليدا ما لم يحتلم والأمة وليدة وإن أسنت " (١).

هؤلاء الولدان خلقهم الله تعالى من أجل خدمة عباده المؤمنين في جناته سبحانه وتعالى، أخبر عز وجل عن صفاتهم، فقال تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} (٢).


(١) تفسير الخازن المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل ٧/ ١٦.
(٢) سورة الطور الآية ٢٤