للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن جرير: " كأنهم لؤلؤ في بياضه وصفائه، مكنون: يعني مصون في كن فهو أنقى له وأصفى لبياضه " (١) وقال تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} (٢). قال صديق حسن خان: " أي: إذا نظرت إليهم ظننتهم لمزيد حسنهم وصفاء ألوانهم ونضارة وجوههم وانبثاثهم في مجالسهم، لؤلؤا مفرقا، قال عطاء: يريد في بياض اللؤلو وحسنه، واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظوما " (٣).

مما مر معنا نجد أن خدم أهل الجنة مخلدون لا يموتون ولا يتغيرون بأي حال من الأحوال، قد شبههم المولى عز وجل باللؤلؤ الذي كان محفوظا في كن لم يتعرض لأي مؤثر من المؤثرات التي تغير حاله، فإذا نثر فإذا هو يتلألأ من وضاءته وجماله، فهؤلاء خدم أهل الجنة فكيف بالمخدومين، إنه فضل الله يؤتيه من يشاء.


(١) جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٧/ ٢٩.
(٢) سورة الإنسان الآية ١٩
(٣) فتح البيان في مقاعد القرآن ١٠/ ١٧٨ دار الفكر العربي.