للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يناسب البقاء والدوام، وذلك يستلزم كمال الخلق، وتوفر القوى الجسمية، وانتفاء سمات النقص، كما أن خلق الحور العين على ذلك الوجه " (١).

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} (٢) صغارهن وكبارهن، وعموم ذلك يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا، وأن هذا الوصف- وهو البكارة ملازم لهن في جميع الأحوال؟ كما أن كونهن {عُرُبًا أَتْرَابًا} (٣) ملازم لهن في كل حال. والعروب هي: المرأة المتحببة إلى بعلها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها ومحبتها، فهي التي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة، والنغمات المطربة، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا، وإن انتقلت من محل إلى آخر امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا. والأتراب: اللاتي على سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة التي هي غاية ما يتمنى، أكمل سن الشباب، فنساؤهم عرب أتراب، متفقات مؤتلفات، راضيات مرضيات، ولا يحزن ولا يحزن بل هن أفراح النفوس، وقرة العيون، وجلاء الأبصار " (٤).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

«أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون. آنيتهم فيها الذهب،


(١) فتح البيان في مقاصد القرآن ٩/ ٢٦٢ دار الفكر العربي.
(٢) سورة الواقعة الآية ٣٦
(٣) سورة الواقعة الآية ٣٧
(٤) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ٧/ ٢٦٧.