للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العين، وأما نساء الدنيا فقد طمثهن الإنس، ونساء الجن قد طمثهن الجن، والآية تدل على ذلك " (١). وقال تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} (٢) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (٣) {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} (٤). قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " أي: في الجنات خيرات الأخلاق حسان الأوجه، فجمعن بين جمال الظاهر والباطن، وحسن الخلق والخلق، محبوسات في خيام اللؤلؤ قد تهيأن وأعددن أنفسهن لأزواجهن، ولا ينفي ذلك خروجهن في البساتين ورياض الجنة، كما جرت العادة لبنات الملوك المخدرات الخفرات " (٥) (٦).

وقال تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} (٧) {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} (٨) {عُرُبًا أَتْرَابًا} (٩) قال صديق حسن خان: " قيل: هن الحور العين، أنشأهن الله لم تقع عليهن الولادة ولم يسبقن بخلق. وإنهن لسن من نسل آدم عليه السلام، بل مخترعات، وهو ما جرى عليه أبو عبيدة وغيره. وقيل: المراد نساء بني آدم، والمعنى أن الله سبحانه أعادهن بعد الموت إلى حال الشباب، والنساء وإن لم يتقدم لهم ذكر لكنهن قد دخلن في أصحاب اليمين، فتلخص أن نساء الدنيا يخلقهن الله في القيامة خلقا جديدا من غير توسط ولادة خلقا


(١) نفس المرجع السابق ص ١٦٨.
(٢) سورة الرحمن الآية ٧٠
(٣) سورة الرحمن الآية ٧١
(٤) سورة الرحمن الآية ٧٢
(٥) الخفر: بالتحريك شدة الحياء. لسان العرب مادة (خفر) ٤/ ٢٥٣.
(٦) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ٧/ ٢٥٨.
(٧) سورة الواقعة الآية ٣٥
(٨) سورة الواقعة الآية ٣٦
(٩) سورة الواقعة الآية ٣٧