والنضير، ما أشبهها من الغزوات عن أسلافهم، وكان ابن إسحاق يتتبع هذا عنهم ليعلم من غير أن يحتج بهم، وكان مالك لا يرى الرواية إلا عن متقن صدوق فاضل يحسن ما يروي ويدري ما يحدث (١).
والإجابة على اتهام مالك لابن إسحاق بالكذب والدجل وغير ذلك من وجوه:
١ - إحدى الروايات التي يتهم فيها مالك ابن إسحاق بالكذب هي عن هشام بن عروة، وقد تقدم أن هشام بن عروة اتهمه بالكذب؛ لأنه حدث عن زوجته، وهذا الاتهام مردود.
٢ - وروايات أخرى اتهم مالك ابن إسحاق بأنه كذاب وأنه دجال وأنهم- أي أهل المدينة - نفوه من المدينة، وسبب هذا الرأي السيئ في ابن إسحاق أن ابن إسحاق كان عالما بالأنساب فذكر أن مالك بن أنس من موالي ذي أصبح، وكان مالك يزعم أنه من أنفسهم، مما أوغر صدر مالك عليه فجرحه جرحا بليغا، وجرحه هذا لسبب ذاتي شخصي.
والسبب الثاني: أن مالكا ألف كتابه " الموطأ " فقال ابن إسحاق: اعرضوا علي علم مالك فأنا بيطاره، فلما بلغ مالك بن أنس قول ابن إسحاق قال كلمته المشهورة فيه:" دجال من الدجاجلة " مما أصل قوله السيئ في ابن إسحاق، ولا شك أن قول مالك بن أنس في محمد بن إسحاق غير معتبر، بل ومردود،