للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمره، وفيه تعلم قراءة القرآن، ووعى الدروس وعيا تاما (١). فلعله فعل ذلك قبل وفاته بمدة وجيزة، حيث توفي والده وهو في السابعة من عمره، ويؤيد هذا ما قاله الشيخ عبد الله بن بسام: فلما بلغ السابعة أدخله والده كتابا؛ ليتعلم القرآن، وكان والده مريضا إذ ذاك وهو قاضي بلدة عنيزة، وبعد أيام توفي والده، فقرأ القرآن كله وحفظ بعضه ثم اشتغل بطلب العلم (٢).

أما الشيخ محمد بن عثمان القاضي فقد اعتبر عمره عندما توفي والده تسع سنوات؛ لأنه رأى أن ولادته كانت في عام ١٢٩٨ هـ (٣). وفي علماء آل سليم وتلامذتهم وعلماء القصيم يقول المؤلف صالح السليمان العمري: حدثني الشيخ العلامة والبحر الزاخر الفهامة، الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز بن الشيخ محمد بن مانع -رحمه الله- قال: لما توفي والدي كنت صغيرا فقالت والدتي- وسماها المؤلف نورة بنت رشيد الشبيلي -: اذهب إلى تلميذ جدك وشيخ أبيك الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم في بريدة، فاقرأ عليه، قال: فذهبت إليه في بريدة فرحب بي وأكرمني واعتبرني كأحد أبنائه، ولازمته حتى توفي رحمه الله، وكنت في سن الشيخ عمر بن الشيخ محمد بن سليم، فكنا نتنافس أينا يسبق الآخر في أخذ حذاء الشيخ محمد بن سليم فيقدمها له عند خروجه من المسجد، قال: فغبت مرة، ولما عدت سبقت


(١) مجلة (المنهل) جمادى الآخرة ١٤١٤ هـ ص ٨٩.
(٢) (علماء نجد خلال ستة قرون) ٣: ٨٢٧.
(٣) انظر روضة الناظرين ٢: ٢٨٢.