فكانت لابنها مرشدة بالذهاب إلى شيخ أبيه، وتلميذ جده؛ لأن صلة العلم رابطة مودة ووفاء أقوى من صلة الرحم عند من يدرك للعلم حقه.
والتلميذ محمد بن مانع قد تأصلت في قرارة نفسه جذور الأدب مع مخائل الذكاء منذ حداثة سنه عرفانا بدور العلماء وما يجب لهم من احترام كما كان الوفاء موجودا عند شيخه محمد بن سليم عندما وفد إليه في بريدة، ليمكن الصلة العلمية وليبذر في حفيد شيخه وابن تلميذه ما يستطيع: لعلمه بأن هذا البيت أرضه خصبة، وأن التلميذ معدنه أصيل، ولذا نرى الشيخ محمد بن سليم يفرح عندما رأى تلميذه محمد المانع يقدم له حذاءه بعد غياب ظنه نكوصا عن طلب العلم، وفرحه هذا لم يكن من أجل تقديم الحذاء له وخدمته؛ لأنه يعرف أن هذا من أدب التلميذ مع شيخه، ومن توقير العلم وعرفان التلميذ وهو في السن الصغيرة بمكانة العلم، وما يجب أن يعمل مع حملته من احترام وتقدير، لكنه فرح بعودته لمجلس العلم ورغبته فيه، حيث كان يؤمل فيه خيرا، لحرصه عليه أكثر من حرصه على أولاده رعاية وتوجيها، ذلك أن العالم الحريص على تبليغ ما أفاء الله عليه وتأدية حق العلم الذي حمله في صدره يعتبر تلاميذه كلهم أبناءه، فيحوطهم بالنصح وحسن التوجيه، ويهتم بتنمية مواهبهم ويسعد بالنجباء منهم، يقول العمري في كتابه (علماء آل سليم) بعد أن وفد محمد بن مانع عليهم راغبا في العلم: فتلقاه الشيخ محمد ابن سليم خاصة وآل سليم عامة بكل حفاوة وإكرام؛ لمكانة والده