وهذه المذكرات وإن كانت مقتضبة مع ما فيها من تقديم وتأخير وعدم ترتيب زمني إلا أن فيها فائدة جيدة، فهي كما قال الشيخ حمد الجاسر في تقديمه لها بمجلة العرب: لعلها كتبها ويريد تنقيحها وترتيبها، فلم يتهيأ له العودة إليها.
ويقول الشيخ عبد الله بن بسام في كتابه علماء نجد خلال ستة قرون عنه: فلما بلغ السابعة أدخله والده " كتابا " ليتعلم القرآن، وكان والده مريضا إذ ذاك وهو قاضي بلدة عنيزة، وبعد أيام توفي والده فقرأ القرآن كله وحفظ بعضه، ثم اشتغل بطلب العلم فقرأ مختصرات العلوم والعربية، ككتاب التوحيد، ودليل الطالب، وبلوغ المرام، والشنشوري والآجرومية على علماء عنيزة وبريدة، فلما ناهز البلوغ سافر إلى بغداد للاستزادة من العلم، فقرأ على علمائه النحو والصرف، والفقه والفرائض والحساب، والمنطق، ثم توجه إلى مصر فأقام بالأزهر، فقرأ فقه الحنابلة والنحو وغيرهما، ثم سافر إلى دمشق واتصل بعلمائها وتعرف بهم، فقرأ عليهم في الحديث، ثم عاد إلى العراق ولازم مشايخه السابقين، فتزود منهم في علوم العربية بأنواعها، وقرأ عليهم مختلف أنواع العلم وفنونه، وكان جادا مجدا مواصلا ليله بنهاره في القراءة والتحصيل وإدمان المراجعة والبحث، وكان لا يضيع من وقته قليلا ولا كثيرا، ولقد حدثني خالي صالح المنصور أبا الخيل أن المترجم له كان يطلب العلم في البصرة، وكان في بيت جدي لأمي الشيخ منصور أبا الخيل، فأصيب المترجم له بمرض، فكان حتى في حال المرض يطلب من خالي أن يجلس عند رأسه