للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيث شارك هناك في نشر التعليم، وفي إدارة القضاء- كما أسلفنا- مما جعل أمراء قطر يقدرونه ويحترمونه، ويثقون به، طلبوا من الحكومة السعودية انتدابه للعمل بهذا القطر العربي الشقيق، فلم يسع الحكومة السعودية إلا الموافقة على ذلك، برغم حاجة البلاد إلى أمثاله من رجالات العلم المخلصين.

فانتهت إليه هناك رئاسة الشئون الدينية، وفي الوقت نفسه كان كمستشار لأمير قطر لا يبرم أمرا ما لم يستطلع رأيه فيه أولا، وكان يؤدي عمله في هذا البلد على أتم وجه وأحسنه إلى أن فاجأه المرض (١).

وعن تاريخ انتقاله إلى قطر - كما مر بنا- يرى الشيخان ابن بسام والقاضي، أن ذلك كان في عام ١٣٧٤ هـ، وغيرهما ممن كتب عنه يرى الانتقال لقطر دون تحديد تاريخ معين، إلا أن الشيخ: عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ في كتابه (مشاهير علماء نجد وغيرهم يرى أن ذلك كان في عام ١٣٧٧ هـ (٢)، وأجدني أميل مع قوله هذا؛ لأن الشيخ محمد بن مانع قد انتقل للرياض، واشترى بيتا في شارع آل سويلم، وسكنه فترة من الزمن، وكان له صلة بوالدي وأبناء عمي ومصاهرة، وسكناه الرياض بعد ما انتقلت وزارة المعارف وغيرها من الوزارات للرياض.

كما قال لي أحد كبار العاملين في وزارة المعارف: إن الوزارة بعد انتقاله كانت في بيت مستأجر في الحلة، ولم تنتقل


(١) مجلة (المنهل) ذو القعدة ١٣٨٥ هـ ص ٨٦٦.
(٢) (مشاهير علماء نجد وغيرهم) ص ٢٧١.