الأمراض، أولا تعالج في عينيه، وبعد ذلك أصيب بعسر البول، وسافر للقاهرة سنة ١٣٦٤ هـ بذي القعدة، وشفاه الله وعافاه. وكان يصحب الشيخ علي بن ثاني متى سافر إلى العمرة، أو إلى الحج، أو إلى الاصطياف في الخارج؛ لأنه لا يستغني عن مشورته في كل معضلة، وكان موضع سره، وعيبة النصح له، وكان من تلامذته، ولقد عرفت الشيخ محمدا في الحجاز، وحضرت دروسه بذي القعدة سنة ١٣٦١ هـ، وكان محبا لأهل الخير، وصولا للرحم، يحنو على الفقراء (١).
ويذكر تلاميذه الأوائل في دار التوحيد الذين درسوا خلال الأعوام (٦٩، ٧٠، ٧١، ٧٢) أن من برنامج الشيخ محمد الخروج شهريا لمدة يومين إلى الطائف لتفقد الدار والاجتماع بالمدرسين، وحضور النادي ليلة الجمعة، يصحبه في هذه الرحلة ابنه أحمد، وكان يجتمع بالطلاب ويحضر بعض الحصص، وكان رحمه الله حريصا على هذه الزيارة الشهرية التفقدية.
ويقول عنه الشيخ عبد الله بن بسام في كتابه: علماء نجد خلال ستة قرون: كان جادا مجدا، مواصلا ليله بنهاره في القراءة والتحصيل، وإدمان المراجعة، وكان لا يضيع من وقته قليلا ولا كثيرا. . وكان مع هذا سريع الحفظ، بطيء النسيان، حاضر الخاطر، ولذا اطلع على ما لم يطلع عليه غيره، وحفظ من أنواع العلوم ما لم يحفظ سواه، فصار آية في حفظ المتون، واستحضار مسائلها، وما قاله الشراح عليها، فهو آية في العلوم العربية، لا سيما النحو،