للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيقول: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (١) {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (٢) {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} (٣) {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} (٤) {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} (٥) {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} (٦) قال: اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء، ولكن أين أنا؟ أين صفتي؟ ويقلب الصفحات حتى مر بقوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٧) قال: اللهم إني ههنا، اللهم إني ههنا. بل قد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحفظ أحدهم عشر آيات من كتاب الله فلا يعدوها حتى يعرف متى نزلت وأين نزلت وفي من نزلت وماذا اشتملت عليه من أحكام فيحل حلالها ويحرم حرامها ثم ينتقل إلى غيرها.

هكذا يجب علينا أن نقرأ القرآن، وأن نتدبر معانيه، وأن نستعرض أحوالنا على ضوئه، وأن نستوضح عنها من خلاله، وأن نبحث عن مكاننا فيه، وعن الواقع الذي نعيشه منه، في هذه المجتمعات البشرية، والنماذج الأممية، الغابرة والحاضرة، كما فعل الأحنف بن قيس؛ لأن القرآن صالح لكل زمان ومكان، وهدايته قائمة في كل آن، ونحن مخاطبون به كما خوطب به الأولون، بل نحن أحوج ما نكون إلى هدايته من غيرنا، فعلينا أن نستضيء دائما بنوره الساطع، وأن لا نكون عنه معرضين، وعن تدبر معانيه غافلين، فقد حذرنا الله من الغفلة، فقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (٨).


(١) سورة المدثر الآية ٤٢
(٢) سورة المدثر الآية ٤٣
(٣) سورة المدثر الآية ٤٤
(٤) سورة المدثر الآية ٤٥
(٥) سورة المدثر الآية ٤٦
(٦) سورة المدثر الآية ٤٧
(٧) سورة التوبة الآية ١٠٢
(٨) سورة الأعراف الآية ١٧٩