للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون ظاهرا لا مختفيا، ولا يشترط أن يكون معصوما، ويرون الصلاة خلف كل بر وفاجر من الأئمة، ويمنعون الخروج على الإمام ولو كان جائرا (١).

(٣) القدر: وافق الماتريدية أهل السنة كذلك في إثبات القدر، وهم يقولون: إن أفعال العباد كلها من الخير والشر مخلوقة لله تعالى، وإن الله -عز وجل- هو خالق أفعال الخير والشر وليس كما يزعم المعتزلة أن العبد خالق فعل نفسه. وهم يقولون: إن أفعال العباد خلق لله، وكسب من العباد واختيار منهم. وهم يرون أن هناك فرقا بين الحركات الاختيارية الإرادية كالبطش ونحوه، وبين الحركات اللاإرادية كالارتعاش ونحوه، والعبد يثاب على الطاعات الاختيارية، ويعاقب على المعاصي الاختيارية كذلك (٢).

(٤) النبوات: يرى الماتريدية أن النبوة تثبت للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بطرق، منها:

(أ) ما تواتر من أحواله -صلى الله عليه وسلم- وسيرته وكرم أخلاقه وبعده عن الشر والظلم مع قدرته عليه، فكل ذلك يصدقه في دعوى النبوة.

(ب) ما ثبت له -صلى الله عليه وسلم- من المعجزات الكثيرة البالغة حد التواتر، مثل: شق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وتكثير الطعام والشراب، ونحوها كثير.


(١) نفس المصادر والمواضع السابقة.
(٢) العقائد النسفية مع شرحها للتفتازاني ص (٧٥ - ٨٣).