للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ج) أنه أتى بالقرآن المعجز وتحدى به الفصحاء البلغاء مع أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وعجزوا على أن يأتوا بمثله، أو معارضته ولو بأقصر سورة (١). غير أن الكثيرين منهم يرون أن النبوة لا تثبت إلا بالمعجزة فقط؛ لأنها الدليل اليقيني القاطع الذي لا يقبل الشك. وأكثرهم يقولون بعصمة الأنبياء من الصغائر، وأن ما صدر منهم كان من قبيل فعل خلاف الأولى (٢).

(٥) اليوم الآخر: وافق الماتريدية أهل السنة والجماعة في الإيمان بالآخرة، وما فيها من الحشر والنشر وأحوال البرزخ والجنة والنار والصراط والميزان والشفاعة وغيرها، وقالوا: إنها من الأمور الممكنة التي أخبر بها الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، ونطق بها الكتاب والسنة؟ فتحمل على ظاهرها (٣).

ثانيا: الأصول التي خالف فيها الماتريدية أهل السنة والجماعة:

(١) التوحيد: يقسم أهل السنة التوحيد من خلال استقرائهم للنصوص الشرعية إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، فيثبتون هذه الأنواع الثلاثة لله -عز وجل-.


(١) العقائد النسفية مع شرحها (١٣٤ - ١٣٧)، والتوحيد للماتريدي (٣٠٢، ٣٠٣)، والبداية للصابوني (٨٩ - ٩٣).
(٢) مدارك التنزيل (١/ ٤٣)، كتاب التوحيد للماتريدي (٢٠٢).
(٣) العقائد النسفية مع شرحها (١٤٨ - ١٦٣،، والبداية للصابوني (ـ ١٠٥)، وأصول الدين للبزدوي (١٧٨، ١٩٨).