للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنه في كل مكان؛ لأنه الصواب دون ما قلت، كلا، لقد أجازه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع علمه بما فيه وأنه أصوب الأقاويل، والأمر الذي يوجب الإيمان لقائله، ومن أجله شهد لها بالإيمان حين قالته، فكيف يكون الحق في خلاف ذلك؟ والكتاب ناطق به وشاهد له " (١).

وقال ابن كلاب أيضا: ولو لم يشهد لصحة مذهب أهل السنة والجماعة في هذا الفن خاصة إلا ما ذكرنا من هذه الأمور لكان فيه ما يكفي، كيف وقد غرس في بنية الفطرة ومعارف الآدميين من ذلك ما لا شيء أبين منه ولا أوكد؟ لأنك لا تسأل أحدا من الناس عنه، عربيا ولا عجميا، ولا مؤمنا ولا كافرا، فتقول: أين ربك؟ إلا قال: في السماء، إن أفصح، أو أومأ بيده أو أشار بطرفه إن كان لا يفصح، ولا يشير إلى غير ذلك من أرض ولا سهل ولا جبل، ولا رأينا أحدا داعيا له إلا رافعا يديه إلى السماء، ولا وجدنا أحدا غير الجهمية يسأل عن ربه فيقول: في كل مكان- كما يقولون- وهم يدعون أنهم أفضل الناس كلهم، فتاهت العقول، وسقطت الأخبار، واهتدى جهم وحده وخمسون رجلا معه، نعوذ بالله من مضلات الفتن (٢).

وأما الاستواء فإنه يقول: فنحن لا نحتشم أن نقول: استوى الله على العرش، ونحتشم أن نقول استوى على الأرض، واستوى على الجدار وفي صدر البيت (٣).


(١) درء التعارض (٦/ ١٩٣، ١٩٤)، ونقله عن ابن فورك.
(٢) نفس المصدر السابق (٦/ ١٩٤).
(٣) نفس المصدر (٦/ ١١٩، ١٢٠).