للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمعرفة. وهو بهذا يخالف جماهير أهل السنة والجماعة، فإن الإيمان عند السلف- أهل السنة والجماعة- تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح (١). فهم يجعلون الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، أما ابن كلاب فيخالفهم في ذلك، وإن كان يوافق في مسألة صحة إيمان المقلد ومرتكب الكبيرة كما سبق الكلام عنه.

وكذلك له قول آخر عجيب في صفات الذات، وهو أن صفات الباري سبحانه وتعالى لا تتغاير، وأن العلم لا هو القدرة ولا غيرها، وكذلك كل صفة من صفات الذات لا هي الصفة الأخرى ولا غيرها (٢).

وهو بهذا يقترب من قول النفاة من المعتزلة، كأبي الهذيل العلاف المعتزلي، فإن الأشعري لما نقل مقالة أبي الهذيل في صفات الذات، وأن الصفة منها لا يقال فيها هي الأخرى ولا هي غيرها، قال الأشعري: وهذا نحو ما أنكر من قول عبد الله بن كلاب (٣).


(١) أصول الدين للبغدادي (ص ١٠٤، ١٤٩)، وطبقات السبكي (١/ ٩٥).
(٢) المقالات (ص ١٧٠، ٥٤٦).
(٣) المقالات (ص ١١٧).