كما أن القدرة قائمة به، والعلم قائم به، وأن كلام الله تعالى لا ينقسم ولا يتبعض، وليس بحروف وصوت، وأنه معنى واحد بالله عز وجل، وأن رسم القرآن يتغاير، ولكن كلام الله نفسه لا يتغاير ولا يتجزأ، وأنه معنى واحد، وإنما يسمى أمرا لعلة، ونهيا لعلة، وخبرا لعلة، وأن كلامه تعالى لا يتصف بالأمر والنهي والخبر أزلا، بل يرى أن هذه الأمور حادثة مع قدم الكلام الإلهي نفسه، وهكذا يطول كلامه في شأن القرآن، لكنه إن وافق أهل السنة في جزء من كلامه فقد خالفهم في كثير مما يتعلق بصفة الكلام، كما يتضح ذلك مما نقلناه.
(٣) قوله بالموافاة:
ومعناها أن الله لم يزل راضيا عمن يعلم أنه يموت مؤمنا، وإن كان أكثر عمره كافرا، ولم يزل ساخطا على من يعلم أنه يموت كافرا، حتى وإن كان أكثر عمره مؤمنا. ويفهم من ذلك أن الرضى عن المؤمن- الذي كان كافرا- بعد السخط عليه لا يكون أبدا؛ حتى لا يقول: إن الله حدث له أمر لم يكن موجودا من قبل (١).
(٤) في الإيمان:
يذهب ابن كلاب إلى تعريف الإيمان بأنه الإقرار باللسان