للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول ابن كلاب: أقول في الجملة: إن الله أراد حدوث الحوادث كلها خيرها وشرها، ولا أقول في التفصيل: إنه أراد المعاصي، وإن كانت من جملة الحوادث التي أراد حدوثها. كما أقول في الجملة عند الدعاء: يا خالق الأجسام. ولا أقول: يا خالق القرود والخنازير والدم والنجاسات، وإن كان هو الخالق لهذه الأشياء كلها (١).

ثانيا: الأصول التي خالف ابن كلاب فيها أهل السنة والجماعة:

(١) في الصفات:

فابن كلاب وإن وافق السلف في إثبات صفات الذات، لكنه خالفهم فنفى الصفات والأفعال الاختيارية، مثل: الرضى والغضب والمحبة والكرم، بل جعل كل هذه الصفات ذاتية أزلية، تماما كصفات السمع والبصر؛ وذلك لأنه ينفي الصفات والأفعال الاختيارية، لأنه يرى أن في إثباتها إقرارا بحلول الحوادث في ذات الله تعالى، كذلك روي عنه التأويل في بعض الصفات، حيث أول الأصابع بالنعمة.

(٢) في مسألة القرآن والكلام الإلهي:

فعلى الرغم من إقرار ابن كلاب بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، لكنه أتى ببدعة عجيبة، وهي أن القرآن إنما هو حكاية عن كلام الله تعالى، وأتى ببدعة الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت (٢)، وقال: إن الكلام الإلهي قائم بذات الله، تماما


(١) أصول الدين للبغدادي (ص ١٠٤).
(٢) الرد على من أنكر الحرف والصوت للسجزي (ص ٨١) و (ص ١٧٨).