ما ذكره الزرقاني على المواهب أنه وقع عند الواقدي في حديث جابر وكان عمر قد ترك صورة إبراهيم فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رآها فقال: «" يا عمر ألم آمرك أن لا تدع فيها صورة قاتلهم الله جعلوه شيخا يستقسم بالأزلام "، ثم رأى صورة مريم فقال: " امحوا ما فيها من الصور قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون»، وهذا ظاهر في شدة إنكاره - صلى الله عليه وسلم - للصور التي رآها في الكعبة ومنها صورة مريم. ويدل على تشديده في الإنكار ثلاثة أمور: أحدها إنكاره - صلى الله عليه وسلم - على عمر رضي الله عنه حين ترك بعض الصور فلم يمحها، والثاني أمره بمحو الصور بدون استشناء، والثالث دعاؤه على المصورين.
وفي معنى قوله:{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}(١) أقوال أحدها: لعنهم الله قاله ابن عباس رضي الله عنهما واختاره البخاري، والثاني قتلهم الله قاله ابن جريج، والثالث أنه ليس على تحقيق المقاتلة ولكنه بمعنى التعجب حكاه البغوي في تفسيره.