قد أقر صورتهما. ويحتمل أن يكون ذلك من عمل بعض من أسلم من النصارى بعد زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم والله أعلم.
وليس في بقاء صورة مريم وعيسى في الكعبة بعد زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أقر ذلك فإنه - صلى الله عليه وسلم - لا يقر المنكر ولا يرضى به. وقد قال الله تعالى في صفته {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}(١).
والمقصود هنا أنه لا يجوز أن يظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يقر شيئا من الصور أو يأمر بإبقائها، ومن ظن ذلك فقد ظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ما لا يليق به والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.