للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اكتب عمله، ورزقه، وشقي أو سعيد. . . (١)» الحديث.

لكن كثيرا من الناس يظن أن أمر الرزق أنف، وأنه كلما اجتهد في طلبه كان تحصيله له أكثر، وكلما بذل له الأسباب كاملة كان حجمه أكبر.

ولو تأملنا أرزاق الناس لوجدناها متفقة مع قضاء الله وقدره، فكم من مجتهد في طلب الرزق وقد قدر عليه، وكم من كسول قد بسط له في رزقه؛ لأن قضاء الله وقدره متفق وحكمته سبحانه، فهو يعطي ويبسط في الرزق لمن يشاء لحكمة عظيمة؛ ويمنع ويقدر أيضا لحكمة عظيمة؛ لذلك فالرزاق والرازق هو الله لا غيره، وقد تسمى بأسماء عظيمة؛ من هذه الأسماء ما له علاقة بالرزق، منها:

الواسع، المغني، الكريم، المقتدر، الوهاب، الوكيل، الرزاق. هذه الأسماء ودلالتها في باب الرزق واضحة وجلية كما سيأتي:

ا- الواسع: هو الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه. والسعة في كلام العرب: الغنى، ويقال: الله يعطي عن سعة؛ أي: عن غنى (٢).

قال الله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} (٣) وقال عز وجل: {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٤).


(١) صحيح البخاري ٦/ ٣٠٣ رقم ٣٢٠٨ كتاب بدء الخلق.
(٢) انظر كلام الخطابي في كتابه (شأن الدعاء) ص ٧٢.
(٣) سورة النساء الآية ١٣٠
(٤) سورة البقرة الآية ٢٤٧