للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن من يعطي الليل والنهار، ويرزق الخلق أجمعين؛ لا بد وأن يكون واسعا، وأن يكون غنيا، وتكون لديه خزائن لا تنفد، وهذا كله لا يكون إلا لله، فهو إنما يقول للشيء: كن، فيكون.

ومن سعته وكثرة نعمه أعطى الأولين والآخرين، ولا يزال يعطي، وسيعطي؛ لأنه لا يعجزه شيء، ولذلك تسمى بالواسع.

والعبد الفقير إذا علم ذلك، فإنه يلجأ إليه، ويسأله من واسع فضله، ويسأله الرزق، ويسأله الصحة والعافية، ويسأله الزوجات والأولاد، ويسأله الأموال، ويسأله كل شيء؛ لأنه الواسع العليم الحكيم سبحانه وتعالى.

٢ - المغني: هو الذي جبر مفاقر الخلق، وساق إليهم أرزاقهم، وأغناهم عمن سواه؛ قال تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} (١).

ويكون المغني بمعنى: الكافي، من الغناء وهو الكفاية (٢). قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٣)، وقال عز وجل: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٤) وقال سبحانه: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ} (٥)، وقال جل شأنه: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} (٦).


(١) سورة النجم الآية ٤٨
(٢) شأن الدعاء ص ٩٣.
(٣) سورة التوبة الآية ٧٤
(٤) سورة التوبة الآية ٢٨
(٥) سورة الأنعام الآية ١٣٣
(٦) سورة محمد الآية ٣٨