للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذن هو غني غنى لا حدود له، وإلا لما كان مغنيا، فهو سبحانه وتعالى يفيض على خلقه: الإنس والجن، الحيوانات والحشرات والطير. . . يفيض عليهم من فضله، بل ويغنيهم عمن سواه، ويكفيهم فلا يحتاجون غيره، ولذلك تسمى بالمغني.

٣ - المقتدر: هو التام القدرة، لا يمتنع عليه شيء، ولا يحتجز عنه بمنعة وقوة؛ قال تعالى: {عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (١)، وقال عز وجل: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} (٢)، وقال سبحانه: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} (٣) أي: قادر على ما يشاء، فهو قد رزق جميع المخلوقات بأنواع الأرزاق المختلفة، بالكيفيات المتنوعة، السهل منها والصعب؛ كل بما يناسبه، وبالهيئة التي اقتضت حكمة الحكيم أن يكون عليها، بواسطة وبغير واسطة، فهو على كل شيء قدير؛ ولذلك تسمى سبحانه وتعالى بالمقتدر.

٤ - الوهاب: هو الذي يجود بالعطاء عن ظهر يد من غير استثابة، ولا يستحق أن يسمى وهابا إلا من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا، فكثرت نوافله ودامت. والمخلوقون إنما يملكون أن يهبوا مالا، أو نوالا في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم، ولا ولدا لعقيم، ولا هدى لضال، ولا عافية لذي بلاء. والله الوهاب سبحانه يملك جميع ذلك، وسع الخلق جوده


(١) سورة القمر الآية ٥٥
(٢) سورة القمر الآية ٤٢
(٣) سورة الكهف الآية ٤٥