للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} (١).

إن أكرم الأكرمين هو الله، تكرم فخلق الخلق، وأوجدهم من العدم، ورباهم بالنعم، وتفضل بأنواع النعم التي لا تعد ولا تحصى، على الأولين والآخرين.

من كرمه سبحانه أنه يعطي من دون مسألة، وإذا سئل، وبعد السؤال، وكلما ألح العبد بالسؤال زاده من فضله، بل ويغضب إذا لم يسأل.

ومن كريم كرمه وعظيمه أنه يعطي من يحب ومن لا يحب، ويعطي ويتكرم على البر والفاجر، وعلى المؤمن والكافر، وعلى كل مخلوق حي، خيره على الدوام نازل، والشر ليس إليه، يتحبب إلى أوليائه بنعمه وفضله، ويأمرهم بشكره والثناء عليه حتى يزيدهم من فضله؛ لأنه كريم، ولذلك تسمى بالكريم.

٦ - الوكيل: هو الكافي، ومعناه: الكفيل بأرزاق العباد، والقائم عليهم بمصالحهم.

وحقيقته أنه الذي يستقل بالأمر الموكول إليه. ومن هذا قول المسلمين: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (٢) أي نعم الكفيل بأمورنا والقائم بها (٣).

قال تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (٤)


(١) سورة الانفطار الآية ٦
(٢) سورة آل عمران الآية ١٧٣
(٣) شأن الدعاء ص ٧٧.
(٤) سورة الأنعام الآية ١٠٢