للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الاصطلاح: التوكل: حركة ذات الإنسان في الأسباب بالظاهر والباطن، وسكون إلى المسبب وركون إليه، بحيث لا يضطرب قلبه معه، ولا تسكن حركته عن الأسباب الموصلة إلى رضاه (١). وهو الاطمئنان إلى أن الله سيتولاه ويحقق له كل ما توكل عليه فيه، من جلب المصالح ودفع المضار، ثم الرضا بما اختاره الله له؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (٢) {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (٣).

إن الله يكفي كل من توكل عليه، يكفيه في كل شيء، ومن هذه الأشياء الرزق؛ قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (٤) {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (٥) {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (٦).

ومن يتوكل على الله له رزق كريم، والرزق الكريم هو الحلال الطيب المبارك الذي يكسبه صاحبه من حله، ويستمتع به وينفقه في وجهه، ويكون عونا له على طاعته، وسببا لحصول خيري الدنيا والآخرة.

أخرج الترمذي بسنده من حديث عمر بن الخطاب قال:


(١) لسان العرب ١١/ ٧٣٤ - ٧٣٦، النهاية لابن الأثير ٥/ ٢٢١، مدارج السالكين ٢/ ١١٤ - ١١٧.
(٢) سورة الطلاق الآية ٢
(٣) سورة الطلاق الآية ٣
(٤) سورة الأنفال الآية ٢
(٥) سورة الأنفال الآية ٣
(٦) سورة الأنفال الآية ٤