للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا (١)».

الطير لا تفكر ولا تخطط، لكنها مفطورة على ذكر الله، وعلى تسبيحه، وعلى التوكل عليه؛ ولذلك يرزقها الله ببذل أدنى الأسباب، وهو الغدو، وهذا من رحمة الله ولطفه بمخلوقاته.

وأخرج أبو داود بسنده من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي (٢)».

إن المتوكل على الله يهديه ويكفيه ويقيه؛ ومن الكفاية كفايته في رزقه وشئونه وأعماله ووظيفته وأسباب معاشه؛ ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى عبده وخليله بالتوكل عليه، وقصر الكفاية عليه، فقال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} (٣). والأمر للرسول عليه السلام أمر لجميع المؤمنين، وهذا كله دليل على أهمية التوكل وفضله في الدنيا والآخرة.


(١) جامع الترمذي ٤/ ٥٧٣ ثم قالت: حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد في المسند ١/ ٣٠، ٥٢، وصححه أحمد شاكر في المسند النسخة المحققة ١/ ٢٠٦
(٢) أخرجه أبو داود في السنن ٤/ ٣٢٥ رقم ٥٠٩٥، وذكره الألباني في صحيح الجامع رقم ٥١٣ ثم قال: " صحيح ".
(٣) سورة الأحزاب الآية ٣