للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عن قوم هود: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} (١) {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} (٢) قال ابن كثير: " {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} (٣) اختلف المفسرون في الريع بما حاصله: أنه المكان المرتفع عند جواد الطرق المشهورة، تبنون هناك بناء محكما باهرا هائلا؛ ولهذا قال: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً} (٤) أي: معلما بناء مشهورا: {تَعْبَثُونَ} (٥) وإنما تفعلون ذلك عبثا لا للاحتياج إليه بل لمجرد اللعب، واللهو، وإظهار القوة. . . ثم قال: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} (٦) قال مجاهد: المصانع: البروج المشيدة، والبنيان المخلد. . . " (٧).

إن الصناعة العمرانية- خاصة في الأزمنة المتأخرة- سبب من أسباب الرزق المبارك حيث تبنى الدور والعمارات والأسواق، وتستثمر في مجالات عدة، وهي تعتبر رافدا من روافد الاقتصاد المهمة في العصر الحاضر، ويشتغل به قطاع كبير من الناس، بل ويعتمدون عليه في أرزاقهم ومعاشهم.

وهناك طرق وأسباب للحصول على الأرزاق، لكن ما ذكرناه فيه الكفاية، والله أعلم.


(١) سورة الشعراء الآية ١٢٨
(٢) سورة الشعراء الآية ١٢٩
(٣) سورة الشعراء الآية ١٢٨
(٤) سورة الشعراء الآية ١٢٨
(٥) سورة الشعراء الآية ١٢٨
(٦) سورة الشعراء الآية ١٢٩
(٧) تفسير ابن كثير ٦/ ١٦٢.