للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في موضع آخر: «ويوم النحر، قبل أن يطوف بالبيت (١)»: أي طواف الإفاضة، يعني بعد التحلل الأول، وهو بالحلق. وبه يظهر المناسبة بين الباب وبين هذا الحديث. . . إلى أن قال: في الحديث دليل على حل التطيب بعد رمي الجمرة، والحلق، قبل طواف الإفاضة " (٢) اهـ. باختصار.

وقال في موضع آخر بعد أن سرد أقوال العلماء في المسألة: " والحاصل: أن إضافة الحل إلى ما قبل الطواف يومئ إلى أن الحل الأصغر أي التحلل الأول هو بعد الرمي والحلق، وغيرهما، سوى الطواف " مرقاة (٣) اهـ.

١٢ - وقال الإمام الشنقيطي في دلالة الحديث على المسألة: " وقد دل النص الصحيح على حصول التحلل الأول بعد الرمي والحلق. . إلى أن قال: والتحقيق أن الطيب يحل له بالتحلل الأول؛ لحديث عائشة المتفق عليه، الذي هو صريح بذلك " (٤) اهـ. باختصار.

قلت: ومما يوضح دلالة الحديث على أن التحلل الأول حصل بالرمي والحلق معا وجوه: الأول: أن أعمال الحج التي فعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر في حجته تلك أنه رمى جمرة العقبة، ثم نحر، ثم حلق، ثم طاف بالبيت، كما ثبت ذلك عنه صلى الله


(١) صحيح البخاري الغسل (٢٧٠)، صحيح مسلم الحج (١١٩١)، سنن الترمذي الحج (٩١٧)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٩٢)، سنن أبو داود المناسك (١٧٤٥)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٩٢٦)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٧٥)، موطأ مالك الحج (٧٢٧)، سنن الدارمي المناسك (١٨٠٢).
(٢) مرقاة المفاتيح (٩/ ٢٦٣، ٢٦٤).
(٣) مرقاة المفاتيح (٨/ ٤٣٣).
(٤) أضواء البيان (٥/ ٢٩٣).