وذكر الحافظ ابن صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي الشافعي في قواعده أنه لا يتردد في جواز ذلك الآن؛ لأجل وقف الإمام ضيعة معينة، على أن يصرف ريعها في كسوة الكعبة، والوقف بعد استقرار هذه العادة والعلم بها، فينزل لفظ الواقف عليها، قال: وهذا ظاهر لا يعارضه المنقول المتقدم. انتهى باختصار.
وكان أمراء مكة يأخذون من السدنة ستارة باب الكعبة في كل سنة وجانبا كبيرا من كسوتها، أو ستة آلاف درهم كاملة عوضا عن ذلك، فسمح لهم بذلك الشريف عنان بن مغامس بن رميسة بن أبي نمي، لما ولي إمارة مكة في آخر سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وجرى على ذلك الأمراء من بعده في الغالب، ثم إن السيد حسن بن عجلان بعد سنين من ولايته لمكة صار يأخذ منهم ستارة باب الكعبة وكسوة مقام إبراهيم، ويهدي ذلك لمن يرجوه من الملوك وغيرهم.
ذكر طيب الكعبة وإخدامها:
وروينا من تاريخ الأزرقي عن عائشة رضي الله عنها، قالت: طيبوا البيت، فإن ذلك من تطهيره.
وروينا فيه أيضا، قالت: لأن أطيب الكعبة أحبط إلى من أن أهدي لها ذهبا وفضة.
وروينا فيه عن أبي نجيح أن معاوية بن أبي سفيان أجرى للكعبة وظيفة الطيب بكل صلاة، وكان يبعث لها بالمجمر والخلوق في الموسم وفي رجب وأخدمها عبيدا، ثم اتبعت ذلك الولاة بعده.