للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حساب أنهم لا توزن أعمالهم، وكذا في الذين يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: «يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليه من هذا الباب الأيمن، وهم شركاء الناس فيما سواه (١)» ولكن لا يلزم من هذا أن لا توزن أعمالهم، فقد توزن أعمال السعداء وإن كانت راجحة؛ لإظهار شرفهم على رءوس الناس والتنويه بسعادتهم ونجاتهم، كما أن الكفار توزن أعمالهم وإن لم تكن لهم حسنات تنفعهم؛ لإظهار شقائهم وفضيحتهم على رءوس الخلائق. على أن القرطبي (٢) اختار أن الكافر قد يوافي بصدقة وصلة رحم وعتق فيخفف عنه بها العذاب، واستشهد لذلك بقصة أبي طالب حيث جعل في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، ولكن المعتمد اختصاص أبي طالب بما


(١) جزء من حديث طويل، أخرجه البخاري كتاب التفسير، سورة بني إسرائيل باب (٥) ٨/ ٣٩٥، ٣٩٦ رقم ٤٧١٢، ومسلم كتاب الإيمان باب (٨٤) ١/ ١٨٤، ١٨٥، رقم ١٩٤ من حديث أبي هريرة.
(٢) التذكرة: ٣٦٣.