للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «لا يفضض الله فاك» فأتت عليه سبعون سنة ما تحرك له فيها ضرس ولا سن.

١٢ - ذكر ابن إسحاق في السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام في تبوك بضع عشرة ليلة لم يجاوزها، ثم انصرف قافلا إلى المدينة، وكان في الطريق ماء يخرج من وشل- وهو الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة ولا يتصل قطره- فلا يروي إلا الراكب والراكبين والثلاثة، في وادي المشقق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سبقنا إلى ذلك الماء فلا يستقين منه شيئا، حتى نأتيه " فسبقه إليه نفر من المنافقين فاستقوا ما فيه، فلما أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف عليه، فلم ير فيه شيئا. فقال: " من سبقنا إلى هذا الماء ". فقالوا: يا رسول الله، فلان وفلان. فقال: " أولم أنههم أن يستقوا منه حتى آتيه ". ثم لعنهم ودعا عليهم. ثم نزل فوضع يده تحت الوشل، فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب، ثم نضحه به ومسحه بيده ودعا بما شاء الله أن يدعو، فانخرق من الماء، كما يقول من سمعه: ماء له حسا (١) كحس الصواعق، فشرب الناس واستقوا حاجتهم منه».

١٣ - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وادي المشقق لأصحابه: «لئن بقيتم، أو من بقي منكم ليسمعن بهذا


(١) كذا في الأصل عند ابن إسحاق ولعل الأصح حس بالرفع.