للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوادي، وهو أخصب ما بين يديه وما خلفه».

وفي هذا نوجه كلمة للمدركين والمهتمين من أهل تبوك: هل وادي المشقق لا يزال باسمه القديم، أم تغير اسمه. . وهل وصله الخصب والنماء والعمران، كما وصل غيره في المنطقة أم لا؟؟!.

١٤ - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل وهو في غزوة تبوك، عمن يتخلف من الخارجين معه، ويقول: «ما منع أحد أولئك، حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله، امرءا نشيطا في سبيل الله، إن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون والأنصار وغفار وأسلم (١)». وما ذلك إلا أنه عليه الصلاة والسلام يخشى على هؤلاء النفاق، الذي أظهره الله على أهله، في هذه الغزوة، لمكانتهم عنده، ولنصرتهم له عليه الصلاة والسلام.

١٥ - «تمالأ نفر من المنافقين على الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يطرحوه من رأس العقبة، في الطريق أثناء العودة من تبوك، عندما يجتاز بها عليه الصلاة والسلام، فأطلعه الله على أمرهم، فأمر الناس بالمسير من الوادي، وصعد هو من العقبة، ومعه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان، وجاء ذلك النفر وسلكوها واعترضوا فيها متلثمين، وكان عددهم اثني عشر رجلا، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارا وحذيفة أن يمشيا معه: عمار آخذ بزمام الناقة، وحذيفة يسوقها، فبينما هم يسيرون إذ سمعوا بالقوم قد غشوهم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهرهم وأبصر حذيفة غضبه، فرجع إليهم ومعه محجن


(١) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٥٠).