لما سأله عن أمارات الساعة: «وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان (١)»، فهذا حديث صحيح، وفيه ذم التطاول في البنيان، وقد حمل العلماء هذا على ما بني على سبيل التباهي والتفاخر والتبذير والإسراف، ويدل على ما قالوه ما في كلمة " يتطاولون " من التكلف والمباراة.
أما إطالة الأبنية وتكثيرها لتوفير المرافق والمساكن للمحتاجين والعاملين في جهاز الدولة ونحوها وللإيجار وأمثال ذلك فلا حرج فيه.
السؤال التاسع: قال صلى الله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء إذا لم يتبعوا السلطان» وقال أيضا: «العلماء ورثة الأنبياء إذا لم يتبعوا الدنيا» ما صحة هذين الحديثين؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
ج: الحديث رواه الحسن بن سفيان في مسنده عن مخلد بن مالك، عن إبراهيم بن رستم، عن عمر العبدي، عن إسماعيل بن سميع، عن أنس بن مالك بلفظ:«العلماء أمناء الرسل ما لم يخالطوا السلطان أو يدخلوا الدنيا، فإذا خالطوا السلطان ودخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم»، رواه العقيلي عن الحسن بن سفيان عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره العجلوني في (كشف الخفاء ومزيل الإلباس) بهذا اللفظ وقال: وفي رواية للحاكم فاعتزلوهم" اهـ.
(١) صحيح مسلم الإيمان (٨)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٠)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠)، سنن أبو داود السنة (٤٦٩٥)، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٣)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٥٢).