للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيضا: «إذا أراد الله بعبده هوانا أنفق ماله في البنيان»، وفي رواية أيضا: «من بنى فوق كفايته كلف أن يحمله يوم القيامة»، روى الدارقطني والحاكم مرفوعا: «وما أنفق العبد من نفقة فإن خلفها على الله والله ضامن، إلا ما كان في البنيان أو معصية»، وفي الترمذي أيضا: «يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب، أو قال في البناء (١)»، وروى الترمذي مرفوعا: «النفقة كلها في سبيل الله، إلا البناء فلا خير فيه (٢)»، وروى أبو داود وغيره: «أن العباس بنى قبة، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يهدمها، فقال: يا رسول الله، إذن أتصدق بثمنها. فقال: لا، اهدمها»، وروى أبو داود أيضا وابن ماجه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبة على باب رجل من الأنصار فقال: ما هذه؟ قالوا: قبة بناها فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ما كان هكذا فهو وبال على صاحبه. فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها، فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ظهرها، فسأل عنها، فأخبر أنه وضعها لما بلغه عنه، فقال: يرحمه الله، يرحمه الله (٣)». وفي رواية لابن أبي الدنيا عن عامر بن عمار مرفوعا: «إذا رفع الرجل بناءه فوق سبعة أذرع نودي: يا أفسق الفاسقين إلى أين» انتهى.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:

ج: هذه الأحاديث التي ذكرتم نبين درجتها أولا ثم نتبع


(١) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٤٨٣)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٣).
(٢) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٤٨٢).
(٣) سنن أبو داود الأدب (٥٢٣٧)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦١).