إرسالها من قطر وما تناقلته الصحف عنه بعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ومن ذلك قوله: أبى الشيخ على نفسه ألا يغادر المملكة، وكم دعي من أقطار وجهات شتى ولكنه اعتذر، وعندما أقيم المؤتمر العالمي للسنة والسيرة في قطر في افتتاح القرن الخامس عشر الهجري وجهنا إليه الدعوة، وألححنا عليه، ولكنه قال: إنه كان يود الاستجابة للدعوة ولكن هذا سيفتح عليه أبوابا لا يستطيع سدها. . وأصر على موقفه ونهجه في الاعتذار.
لم أر مثل الشيخ ابن باز في وده وحفاوته بإخوانه من أهل العلم، ولا في بره وإكرامه لأبنائه من طلبة العلم، ولا في لطفه ورقته بطالبي الحاجات من أبناء وطنه، أو أبناء المسلمين عموما، فقد كان من أحاسن الناس أخلاقا الذين يألفون ويؤلفون.
ولقد رأيته في المجمع الفقهي يستمع وينصت إلى الآراء كلها: ما يوافقه منها وما يخالفه، ويتلقاها جميعا باهتمام ويعلق عليها بأدب، ويعارض ما يعارض منها، برفق وسماحة، دون استعلاء ولا تطاول على أحد متأدبا بأدب النبوة، متخلقا بأخلاق القرآن.
ولا أعرف أحدا يكره الشيخ ابن باز، من أبناء الإسلام، إلا أن يكون مطعونا في عقيدته، أو ملبوسا عليه، فقد كان الرجل من الصادقين، الذين يعلمون فيعملون، ويعملون فيخلصون، ويخلصون فيصدقون، ليس معنى ذلك أن الشيخ كان معصوما من الخطأ، فما ادعى ذلك لنفسه، وما ادعاه له أحد من محبيه، ولكن خطأه مغمور في جنب صوابه، وهو مأجور على خطئه هذا أجرا واحدا، إن شاء الله.