للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن (١)».

وجه الدلالة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم منع من الكلام في الصلاة، والتشميت كلام، فلا يصلح فيها (٢).

٢ - أن قول المشمت: يرحمك الله، وضع لمخاطبة الآدمي، فتبطل الصلاة بذلك قياسا على ما لو رد السلام قولا، أو قال: أطال الله بقاءك (٣).

أدلة القول الثاني: استدلوا بما يلي:

أن تشميت العاطس دعاء له بالرحمة، فلا يبطل الصلاة، كما لو دعا لأبويه بالرحمة في الصلاة (٤).

الراجح:

ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن تشميت العاطس يبطل الصلاة مطلقا هو الراجح في هذه المسألة، وذلك لما يلي:

١ - دلالة السنة الصحيحة على ذلك.

٢ - أن المراد من عدم صلاحية كلام الناس في الصلاة عدم صحة الصلاة التي يقع فيها ذلك الكلام ومنه تشميت العاطس (٥).

٣ - أن قول المشمت للعاطس: " يرحمك الله " وإن كان دعاء إلا أن


(١) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ١/ ٣٨١، ٣٨٢ حديث رقم ٥٣٧.
(٢) انظر: بدائع الصنائع ١/ ٢٣٥، وعارضة الأحوذي ٢/ ١٩٥.
(٣) انظر: الهداية ١/ ٦٢، والمهذب ١/ ٢٩٢.
(٤) انظر: المهذب ١/ ٢٩٢، وتبيين الحقائق ١/ ١٥٦.
(٥) انظر: سبل السلام ١/ ٢٨٥.